في التقرير الطبي رحل المخرج الكبير الأستاذ حاتم علي عن عمر 58 عاماً إثر ازمة قلبية تعرض لها في الفندق الذي يقيم فيه بالقاهرة استعداداً لعمل فني جديد.. لكن الأزمة الأكبر أزمة وجع وحسرة.. أزمة حنين ولهج دائم للكمال وهي سمة ميزت الراحل في مسيرته الفنية كممثل ومخرج للروائع التي ستظل خالدة في وجدان المواطن العربي عموما والسوري خصوصاً مثل: “الفصول الأربعة- التغريبة الفلسطينية – صلاح الدين الأيوبي- صقر قريش- ربيع قرطبة- ملوك الطوائف- الملك فاروق- الليل الطويل” وغيرها الكثير.
رحيل حاتم علي أيقظ فينا الكثير جداً ابتداء من صدمة الغياب مروراً بجنازته التي حشدت جماهير غفيرة وفنانين جاؤوا يودعونه في دمشق الأصالة، جماهير لم تأبه لمرض أو تابوهات معينة لكنها جاءت لتعبر عن حزنها برحيل قامة كبيرة ولعل الأمر يأخذ أبعاداً كثيرة ايقظها غياب حاتم فالسوريين حزانى ومقهورين، متألمين وقد طفح بهم الكيل فجاؤوا لوداع الحاتم معبرين عن حزنهم لغيابه وحزنهم على أنفسهم ووطنهم الكبير، وعلى مستقبل مجهول الهوية للناس وللدراما أيضاً. وأيضاً كتكريس لظاهرة معروفة وقد عبر عنها الممثل حاتم علي في مشهد تلفزيوني سابق: “نحن لا نتذكر مبدعينا إلا بعد موتهم”.
الراحل الكبير متزوج من الكاتبة المتألقة السيدة دلع الرحبي وهو مقيم في كندا منذ سنوات وقد رحل تاركاً غصة في قلوب الكثيرين ممن عرفوه واحبوه ومنهم نجوم انتظروا أن تسنح لهم فرصة العمل معه.
رحيلك أستاذ حاتم موجع لكننا نرجو أن تكون في مكان أفضل حيث لاوجع ولا أنين وحسرات وأزمات.