إعداد وحوار: تامار عازر
في ظل التغييرات السياسية والاقتصادية والإنسانية الجمّة التي اجتاحت العالم وبالتحديد الشرق الأوسط حيث تعرضت حياة الكثير منالعائلات والأفراد للتدهور بل والانهيار.
ولكن بالرغم من الماسي السائدة لا نزال نشعر بالقدرة الإلهية تلعب دورها الى جانب الواجب والإحساس الإنساني العالي ولا نقدر أن ننفي دور ومساهمات الكثير من المنظمات الإنسانية الغير ربحية التي لعبت ولا تزال تلعب دورا بنّاء في حياة الكثيرين.
منظمة كاسي هي من أقدم وأكبر المنظمات الإنسانية التي تأسست في نيسان(ابريل) عام1993 بمونتريال وهي تساهم بشكل خاص في العمل على متابعة ودعم شؤون المهاجرين الجدد في عملية التوطين والاندماج.
تابعوا المقابلة اللطيفة التي أجرتها مجلتنا، مجلة زهرة كندا مع المديرة العامة لمنظمة كاسي السيدة مدام أناهيد ألكسانيان، أردنا من خلالها تسليط الضوء على ما تقدمه المنظمة من خدمات ومعلومات تفيد قراءنا الأعزاء و بالأخص الوافدون الجدد. وأيضا تسليط الضوء على دورالمرأة المميز في مجال الإدارة والأعمال.
* من أين انطلقت فكرة المنظمة وماذا كان الهدف الرئيسي من تأسيسها؟
– لم أكن موجودة عند تأسيس المنظمة عام 1993 ولكنها كانت عبارة عن مكتب صغير في منطقة سالابيري في مونتريال، تضم ثلاث الى أربعة موظفين لا أكثر. وكان الهدف منها مساعدة المهاجرين الى كندا، حيث اتفقت وزارة الهجرة ومنظمة مؤتمر العمل الكندي على ضرورة تواجد منظمة تهتم بشؤون الوافدين الكثر القادمين من لبنان وسوريا وإيطاليا واليونان وبلدان أخرى في تلك السنوات.
* في ظل التغييرات السياسية المختلفة، ما التغييرات التي طرأت على عمل المنظمة منذ تأسيسها؟
– صحيح أن هدفنا منذ البداية كان العمل على مساعدة توطين واندماج الوافدين والمهاجرين الى كندا ولكن وفي ظل الحروب المتعددة تطلب عملنا أن نواكب أمواج التغييرات التي تطرأ في العالم لمساعدة الراغبين في طلب اللجوء هربا من الحروب مثل فيتنام، كوسوفو، العراق، سوريا.. الخ. كما ساهمنا في دعم بعض الحالات الخاصة والطارئة التي تستدعي المساعدة وذلك عن طريق برنامج الرعاية الخاص بمنظمتنا على أن تكون القضايا المتبناة متوافقة مع كافة الشروط المطلوبة من الدولة الكندية. وقد ساعدنا الالاف من العائلات السورية وقبلها بعض العائلات العراقية للقدوم والتأقلم بالتنسيق مع الحكومة الكندية ولا زلنا جاهزين لمساعدة جميع المهاجرين طالبي اللجوء التي تتعرض أوطانهم للحروب في العالم.
* في ظل التغييرات والأوضاع السيئة السائدة في لبنان المتألم، وخاصة بعد الحادث الأليم الذي تعرض له البلد هناك العديد من الحالات الخاصة التي تستدعي التدخل فما مدى استجابتكم لنداء الطوارئ وهل من إجراءات ستتخذ لمساعدة الشعب اللبناني أيضا؟
– بالتأكيد نحن مهتمين ومتألمين لما حصل وما يحصل في لبنان والمجتمع اللبناني، وفي حال مبادرة الحكومة الكندية بفتح أبواب الهجرة وطالبي اللجوء أمام المجتمع اللبناني سنكون أول من يعمل على المساعدة في عملية التوطين والاندماج. فعملنا كمنظمة فيما يخص وفود المهاجرين وطالبي اللجوء مرتبط مع القرارات الصادرة من الدولة الكندية والتنسيق معها
.
* من هي الفئة التي تستطيع الاستفادة بشكل مباشر من خدمات المنظمة وهل من فترة زمنية معينة لتقديم المساعدة؟
– من المهم أن أوضح أن أبواب منظمتنا مفتوحة أمام الجميع، فقد قمنا بإدخال تعديلات على طريقة عمل المنظمة. سابقا كانت هناك بعض الشروط الواجب استكمالها، أما اليوم فأبوابنا مفتوحة أمام الجميع للمساعدة في كثير من الخدمات العامة المتوفرة مجانا كإتمام كافة المعاملات الورقية والمساعدة في طلبات العمل كما تقديم المساعدة بخصوص الشقق السكنية وتعلم اللغة الفرنسية ودور الحضانة وخدمات أخرى يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي
* كيف يستطيع الوافدون الجدد التواصل معكم وما المصاعب التي واجهتكم بهذا الصدد؟
– لقد كلفنا فريق عمل متنوع من كافة الثقافات و البلدان لنساعد بشكل فعال في عملية الدمج كما أن وجود وسائل الاعلام كمجلتكم ووسائل التواصل الاجتماعي تساهم بشكل فعال في وصولنا لأكبر عدد من الناس.
* ما هي توجهات وتطلعات المنظمة المستقبلية تحديدا بما يتعلق بالأوضاع الراهنة وهل هناك تنفيذ لمشاريع جديدة كمشروع جمعية الفنادق الذي أقيم في شباط 2020 والذي ساهم في فتح مجالات العمل أمام الكثير من المهاجرين؟
– هناك تطلعات ومشاريع كثيرة قائمة للعمل مع شركات كبرى لإبرام اتفاقيات وعقود عمل للكثيرين. كما أننا متعاقدين مع كثير من الشركات للعمل على هذا الهدف ولكن للأسف في ظل الظروف الراهنة فيما يتعلق بهذا الوباء تعرضت بعض أعمالنا للتأخير ولكننا لم نتوقف بفضل قدرتنا على التأقلم السريع بإيجاد طرق عمل جديدة لمواكبة التطورات الأخيرة. كما أننا عملنا بجهد على مساعدة الكثير من العائلات الوافدة حديثا والتي لم يتسنى لها انهاء معاملاتها الورقية قبل الاغلاق.
* هل هناك برامج خاصة لدعم المرأة والطفل؟
-club social- هناك برامج عديدة لدعم المرأة والطفل كبرنامج أطلقناه حديثا وهو
لمساعدة الأهل على الاشتراك مع أطفالهم في نشاطات متعددة كتعليمهم الزراعة وقد وفرت لهم المعدات في أعلى المبنى الحديث كما يوجد لدينا برامج تعليمية وبرامج للمساعدات القضائية كالقضايا المتعلقة بدعاوي الطلاق والرعاية.. الخ.
* ما الصعوبات التي واجهتك كمديرة عامة للمنظمة؟ وهل أنت مهاجرة؟
– ليس من السهل العمل في هذا الموقع فهذا العمل يتطلب المحبة والشغف الكبيرين فليس من السهل التواصل مع فئات متنوعة ومختلفة ووضع خطط وبرامج صحيحة لمواكبة تطلعاتهم ودعم حياتهم نحو الأفضل، أيضا الجهود الكبيرة المبذولة للحفاظ على التنسيق العالي ما بين عملنا الإنساني ومواكبة القوانين تستدعي المتابعة والتطوير الدائم.
فمحبتي وشغفي كانا خير داعم لي في المضي قدما الى الامام. نعم أنا مهاجرة منذ 21 سنة.
* وأخيرا ما الكلمة التي تتوجهين بها للوافدين الذين يحاولون التأقلم؟
– أريد أن أتوجه لهم بكثير من المحبة وأحثهم على الصبر وعدم الاستسلام، فأعلم أن بداية الطريق كوافدين جدد صعبة جدا وهي مرحلة انتقالية يتوجب عليهم تخطيها بكثير من التفاؤل ولذلك وجدت منظمتنا لمتابعتهم ومساعدتهم على التأقلم والاندماج مع المجتمع والتعرف على القوانين وعلى حقوقهم كافة. وشعارنا دائما هو العمل الإنساني البنّاء.
بالنيابة عني وعن مجلة زهرة كندا أتقدم بالشكر للسيدة أناهيد ألكسانيان على هذا اللقاء الغني والمثمر مع كامل تمنياتنا لها بالتوفيق.