المستشار: ممدوح مسيحة
هل يا ترى تحبون ضباط البوليس؟
الإجابة غالباً هي: لا…
في الحقيقة أنه يوجد أناس يحبونهم لأنهم يشعرون أن الضابط يحميهم وهو مصدر أمان لهم.. ولكن فعلاً نحن نخاف منهم وعندما يضرب خلفنا صوت سيارة البوليس المعروف للكل، تقع قلوبنا في أرجلنا.
نحن لا نحبهم كثيراً وهذا الشعور حملناه معنا من بلادنا لأنهم كانوا يتعاملون معنا بقسوة ويرون أنفسهم أفضل وأعلى منا. وكم تعرضنا في بلادنا لمواقف مع ضباط شكلت لدينا هذا الانطباع السلبي؟
وعندما هاجرنا اعتقدنا أن الوضع هنا مختلف لكن للأسف كانت الصدمة مثل أشياء كثيرة صدمنا بها واكتشفنا أن الناس هنا أيضاً لا يحبون رجال الشرطة، لأنهم مصدر الأذى فهم الذين يحررون لنا المخالفات التي في أوقات كثيرة تكون ظالمة وهذا يضايقنا. وحتى إذا هنا حاولوا اصلاح العلاقة فلا يجدي الأمر نفعاً في معظم الأحوال رغم أنهم في المدارس الابتدائية يرسلون ضابطاً يجلس مع الأولاد لكي يشعرهم بالأمان، إنما عندما يكبر الأولاد ومع أول مخالفة تفسد العلاقة.
كيف نتعامل مع ضباط البوليس
هذا الأمر مهم جدا أن نعرفه لكي نتجنب مشاكل كثيرة. يوجد نوعان من ضباط البوليس:
النوع الأول: ضابط ظريف لذيذ بالعامية “كيوت” ابن حلال يتكلم معك بذوق وتعلو وجهه ابتسامة وعندما تراه لا تخاف منه. وهذا ستعرفه عندما تجده يلقي التحية عليك، بمعنى يقول لك: نهارك سعيد – أوقات طيبة وغيرها.. ستعلم وقتها انه ابن حلال ولن يضايقك.
نصيحتي لا داع للتكبر عليه أو معاملته بطريقة غير ظريفة فقد تعاملت صديقة لي بطريقة غير ظريفة مع ضابط لطيف، فأعطاها مخالفة وقال لها: انا كنت فقط سأنبهك. لكن بسبب ما فعلته سأعطيك مخالفة.
هذه السيدة معذورة لأنها لم تكن تعلم كيف تتعامل مع هذه النوعية من الضباط، فالأفضل وعن تجربة شخصية أن تبتسم وتعتذر. قل له: أنا آسف. عندها صدقني سيقوم بتنبيهك فقط بكلمتين وسيتركك تمضي في سبيلك. وإن أعطاك مخالفة قستجد أنه كان رحيماً بك وستأخذها وأنت اقل انزعاجاً.
النوع الثاني: يا ساتر اجارك الله.. هذا من الممكن استخدام وجهه في أفلام الرعب، وهو لا يلقي تحية صباح أو مساء. ستجده يتحدث في الموضوع فوراً وستجد كلامه جامداً كالحجر.
نصيحتي ألا تتحدث معه نهائياً.. وليكن ردك: نعم نعم فقط وأنسى كلمة لا نهائياً كأنك لم تتعلمها من قبل لأنك لو عارضته بكلمة “لا” سينقلب وجهه ليصير مثل دراكولا.
أتذكر انه اوقفني مثل هذا الضابط، وعندما رأيت ملامحه في مرآة السيارة وهو قادم نحوي علمت انه من هذا النوع، وفعلاً أتى إليّ ولم يلق التحية، بل تحدث في الموضوع مباشرة.
صدقوني لم اتحدث معه البتة وقبل أن يطلب أعطيته الأوراق وهو فوجئ بذلك.
قد تتساءلون: لماذا اطلب منكم ذلك؟
بالتأكيد: لسلامتكم. تخيل عزيزي هذا السيناريو: حضر الضابط، تحدث معي. اجبته: بلا.. رفع صوته فرفعت صوتي. ماذا سيفعل؟ اسوا شيء ممكن تخيله: سيقوم بالاتصال بزميل له وفي الغالب سيكون أشرس منه. سيطلب مني النزول من السيارة وسيضع الكلبشات في يدي بتهمة إهانة ضابط ومقاومته وبدلا من مخالفة ممكن الاعتراض عليها أصبحت قضية، لذا من الآن فصاعداً تعلموا كيف تتعاملون مع ضباط البوليس.. حفظكم الله.