كشف مؤرخ وخبير بريطاني في علم الأنساب إنه لا دليل على أن الملكة إليزابيث الثانية كانت من سلالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو من نسل عشيرته الهاشمية ذات الجذور في شبه الجزيرة العربية.
ويأتي ذلك خلافا لما نشرته تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الملكة إليزابيث الأسبوع الماضي.
حيث تدعي المزاعم أن سلالة الملكية البريطانية انضمت إلى شجرة عائلة النبي خلال القرن الحادي عشر الميلادي، من خلال الأميرة المسلمة “زائدة” من إشبيلية، وهي شخصية لا يُعرف عنها الكثير، وعاشت في الأندلس.
ونُسبت المزاعم، التي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية في عام 2018 وعادت إلى الظهور بعد وفاة الملكة إليزابيث، إلى كتب النسَّاب الأيرلندي جون بورك، الذي أسس دار Burke’s Peerage، وأصبحت كتبها “دليل نبلاء بورك” مصنفاً معروفاً في أنساب العائلة المالكة البريطانية وشعارات النبالة منذ عام 1847.
زعمت تقارير صحفية أن “دليل نبلاء بورك” هو مصدر شجرة العائلة، التي تربط الملكة إليزابيث الثانية بالنبي، لا سيما بعد أن كتب مؤرخ مقالاً في وسيلة إعلامية مغربية زاعماً تأكيد النتائج.
مع ذلك، نفت دار Burke’s Peerage هذه المزاعم لموقع Middle East Eye في رسالة بريد إلكتروني، وقالت الدار: “ليس لدينا معلومات أنساب تتعلق بذلك الأمر. ولم نكن المصدر الأصلي لها، على الرغم من تردد ذلك بالخطأ منذ سنوات طويلة”.
كما أضافت: “يبدو أن إيان مونكريف، الضابط البريطاني والنسَّاب، هو مصدر هذا الادعاء. وإنه لأمر يستدعي الاهتمام أن يتمكن المؤرخون والباحثون من استقصاء هذا الموضوع على الوجه الجدير به”.
ولا يوجد حالياً أي دليل رسمي، اجتمعت له مصادر موثوق بها، يشير إلى نسب يربط العائلة المالكة البريطانية بنبي الإسلام.
لكن تصريحات قالها مفتي مصر السابق، علي جمعة، في لقاء تلفزيوني منذ بضع سنوات، أضفت مصداقية لدى بعض الناس على هذا الادعاء.
حيث زعم جمعة أن “جد” الملكة إليزابيث كان مسلماً أُجبر على التحول إلى المسيحية “خلال حقبة محاكم التفتيش”، قبل وصوله إلى إنجلترا. لكن الواقع أن الجد المباشر للملكة إليزابيث، الملك جورج الخامس، تولى عرش البلاد بين عام 1910 وعام 1936.