حذر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول من كارثة قد تلحق بعدد من الدول الأوروبية إذا لم تنجح بتوفير بدائل للغاز قبل الشتاء المقبل، مؤكداً أن كافة الجهود المبذولة في الوقت الراهن لم تفض إلى نتائج ملموسة.
وقال بيرول في مقابلة نشرها الموقع الرسمي لوكالة الطاقة الدولية: “لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على إمدادات الغاز من مصادر غير روسية. هذه الإمدادات هي بكل بساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتكون بديلا عن الإمدادات الروسية المفقودة”.
وأضاف: “هذا ما سيكون عليه الوضع حتى إذا تدفقت إمدادات الغاز من النرويج وأذربيجان بأقصى قدرة، وإذا بقيت الإمدادات الواردة من شمال إفريقيا تقارب مستوى العام الماضي، وإذا بقي الإنتاج المحلي للغاز على منحاه الأخير، وإذا ازدادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال الواردة بالمعدل القياسي المماثل لما سجّل في النصف الأول من العام”.
من جانبه، وصف السياسي الألماني حسين خضر الأزمة التي تمر بها أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز “بالتاريخية والخطيرة”.
وقال خضر في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يتوجب على دول الاتحاد الأوروبي العمل بشكل جاد وسريع خلال الفترة الراهنة لتوفير الاحتياجات اللازمة من الغاز قبل الشتاء”.
وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90 في المئة خلال الأشهر القليلة المقبلة لكي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصا.
وفي المقابل، أعلنت شركة يونيبر الألمانية للطاقة، أكبر مستورد للغاز الروسي، أن شركة غازبروم الروسية الحكومية للطاقة بررت النقص في توريد كميات الغاز المتفق عليها مع عميلها الألماني بظروف خارجة عن إرادتها.
وبحسب وكالة أنباء “إيه إف إكس” الاقتصادية المملوكة لوكالة الأنباء الألمانية، قال متحدث باسم الشركة الألمانية، إن يونيبر تلقت خطابا بهذا الخصوص من شركة “غازبروم إكسبورت”.
وكانت روسيا تصدّر 65 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تستورده ألمانيا حتى وقت سابق من العام الجاري، لكن ذلك انخفض إلى أقل من 40 في المئة.
وخلال العام الماضي، جرى استيراد حوالي 53 في المئة من الفحم من روسيا، لكن من المقرر خفض ذلك إلى الصفر مع بدء سريان الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الفحم من روسيا في آب المقبل.