في إطار شراكة الرياضة من أجل الصحة بالتعاون بين وزارة الصحة العامة القطرية ومنظمة الصحة العالمية، وضع مسؤولو الصحة في الوزارة وفي منظمة الصحة العالمية مجموعة واسعة من التدابير الهادفة إلى الحد من الأخطار المحتملة التي يمكن أن تهدد الصحة العامة وسلامة اللاعبين والمسؤولين والمشجعين والسكان المحليين، مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم لكرة القدم “فيفا” قطر 2022.
من المتوقع أن يزور دولة قطر أكثر من مليون مشجع لحضور البطولة هذا العام ويعد الأمن الصحي ركيزة أساسية لتلك الشراكة التي تمتد خلال 3 سنوات وتشمل تقويم المخاطر وبروتوكولات التجمعات الجماهيرية داخل الملاعب وخارجها والمراقبة القائمة على الأحداث لحماية الناس من تفشي الأمراض المعدية والإبلاغ عن المخاطر.
وقد صرح مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الإنتقالية في وزارة الصحة العامة الدكتور حمد عبد الرميحي أنه نظراً للأعداد الكبيرة للأشخاص الذين يحضرون الأحداث الرياضية الضخمة مثل بطولة كأس العالم، تزيد الأعباء على كاهل خدمات الصحة العامة وموارد الإستجابة للدولة أو المجتمع المضيف. من هنا أهمية الاستعداد بشكل فاعل عبر وضع خطة فاعلة للحفاظ على الأمن الصحي. وأضاف أن قطاع الرعاية الصحية في قطر قد شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة مع افتتاح 10 مستشفيات جديدة و16 مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية في القطاع العام ما ساهم في تعزيز القدرة الاستيعابية. كما حصل توحد لافت على صعيد الخدمات الطبية الطارئة مع توسيع خدمة الإسعاف الوطني وافتتاح أكبر مركز للإصابات والطوارئ في المنطقة في عام 2019. كما اكتسبت فرق الرعاية الصحية في قطر خبرات كبيرة في مجال تقديم الخدمات للفعاليات والتجمعات الكبرى في قطر. كما شاركت القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية في قطر في البطولات الواسعة النطاق التي استضافتها الدوحة بما في ذلك بطولة كأس العالم للأندية قطر 2019 وبطولة العالم لألعاب القوى 2019 وكأس العرب لكرة القدم 2021. كما اكتسب الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ”فيفا” خبرة في تنظيم بطولات كرة القدم في ظل جائحة كورونا، وتم إنشاء فريق عمل للإشراف على التصفيات المؤهلة لكأس العالم ووُضعت بروتوكولات صارمة تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية لحماية اللاعبين. وقد نجحت قطر في الحفاظ على أدنى معدلات الوفيات الناتجة من الإصابة بكورونا مع تطوير نظام الرعاية الصحية لديها.
بالاستناد إلى التجارب السابقة، تبيّن أنه يمكن تنظيم التجمعات الجماهيرية الكبرى بالحد الأدنى من المخاطر شرط إدارتها بالشكل الصحيح واتخاذ كافة التدابير الاحترازية المصممة خصيصاً لكل حدث على الأماكن والمشاركين والسياق الذي يقام فيه الحدث. لذلك يتم العمل حالياً على تعزيز التأهب للطوارئ الصحية وضمان الحفاظ على التدابير الاحترازية لاحتواء الأمراض المعدية ومنها فيروس كورونا حفاظاً على السلامة العامة.
وقد تعاونت منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة العامة في قطر لتنظيم سلسلة ورش عمل تدريبية وتمارين محاكاة قبل كأس العالم التي يمكن فيها تخيل السيناريو الذي يمكن أن يحدث ويتم عرضه، كما في حال حصول إصابات جماعية كجزء من التخطيط للتأهب الطارئ لأهمية الجاهزية للاستجابة بشكل فاعل لحالات الطوارئ الصحية.