كثيرة هي الأغنيات التي باتت تصدر اليوم، للعديد من الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم لقب “فنانين”، ويطرحونها على صفحاتهم الخاصة، لكي تصل إلى أكبر قدر من الناس، نظراً لمعرفتهم بأن لا أحد يود الإستماع لأمور ومواضيع لا جدوى منها عبر الإذاعات أو التلفزيونات، فلا كلمات تسمع، لا تصوير ولا حتى إخراج، والهدف من هذه الأغنيات هو اللعب على الكلام، وتوجيه رسائل إباحية مبطنة، وإستخدام بعضهم للكلمات البذيئة والعبارات النابية، التي تعتبر من أسوأ السلوكيات التي يمكن لأي شخص أن يمارسها، حتى أصبحت اليوم موضة بين الكثير من الناس.
جديد الفنانة “جنان”، التي شاركها عصام “الجوكر” في فيديو كليب أغنية “ما تسيبو ماسكو ليه”، أغنية تصنف بالأقل من دون المستوى، إن كان في ما يتعلق بالكلمات أو بالفيديو، إذ تقول كلماتها :”ما تسيبو ماسكو ليه، تعا واركب عليه”، وهنا يظهر الإيحاء الجنسي، الذي تحمله الأغنية، وتسعى لطرحه جنان بين الناس، إضافة إلى كلمات أخرى، نترفع عن ذكرها، حتى لا ننخفض إلى المستوى الذي تعايشت معه جنان بكل فخر وإعتزاز.
أضف إلى ذلك العديد من الأشخاص كما جنان، إلا أننا تطرقنا لأغنيتها، لأنها قد تعتبر الأحدث نوعاً ما.
من المعيب جداً أن يتم نسب هذا النوع الفارغ من البشر إلى الفن، فلبنان فيروز، وديع الصافي، فيلمون وهبي، نزار فرنسيس وملحم بركات، وغيرهم كثيرون، لبنان الحضارة والفن والأصالة، ومن يعمد إلى تشويهه، فهو إما يعاني من الحرمان العاطفي حتى على المستوى الجنسي، أو من مرض نفسي لا علاج منه.
هذه الأغنية لو عرضت في مصر، لكانت نقابة المهن الموسيقية منعتها، مثلما منعت عبارة “خمور وحشيش” في أغنية “بنت الجيران”، فأين النقابات في لبنان من أغنية جنان؟