بقلم: عمارعبد العزيز قهوجي
هي حالة الكثير من الفنانين والفنانات الذين نالوا الشهرة خارج أوطانهم الأصلية. ولكن لماذا نجد هذه الظاهرة أكثر ما تكون في مصر بالنسبة للوطن العربي وأمريكا بالنسبة للعالم.
هي ظاهرة جداً طبيعية عندما تكون بحكم الولادة، أي عندما يولد الفنان في عائلة هاجرت منذ زمن من الوطن الأم الى بلد آخر.
ومن المعروف أن أمريكا كانت ولا زالت منذ اكتشافها الهدف المنشود للكثير من البشر من كافة أنحاء العالم، وكذلك هي الحال بالنسبة لمصر عربيا إذ كانت الملجأ لسكان بلاد الشام أيام الاحتلال العثماني.
أما من ناحية أخرى هناك من هاجر قاصداً الشهرة والمجد فنياً سواء إلى أمريكا أو مصر.
فلماذا مصر؟


لقد كانت ولا زالت صناعة السينما في مصر أكبر صناعة من نوعها في الوطن العربي وأكثرها تأثيراً بسبب حجم السوق المصرية من جهة ولارتباط مصر المبكر بالحضارة الأوربية من جهة أخرى.
لقد تم افتتاح أول استديو للتصوير السينمائي في مصر عام ١٩٣٥ وبوجوده عاشت صناعة السينما في مصر عصر من الازدهار وصل فيه عدد دور العرض الى أكثر من مائة دار في الوقت الذي كانت فيه دور العرض في الدول العربية الأخرى لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ومنذ عام ١٩٣٥ حتى نهاية الحرب العالمية الثانية أي خلال عشر سنوات فقط تم انتاج ما يزيد عن ١٤٠ فيلم مصري. ثم ازداد الانتاج السينمائي بعد الحرب حتى بلغ ثلاثة أضعاف المرحلة الاولى مع ازدياد التمويل والمنتجين. هكذا بدأ صاحب كل موهبة من عشاق الفن في شرق الوطن العربي ومغربه بالسعي وراء حلمه في تحقيق النجومية عن طريق الهجرة الى مصر. ولم تكن السينما فقط هي الهدف بل والمسرح أيضاً، بل وكان سباقا فأبو خليل القباني أبو المسرح العربي على سبيل المثال من السباقين نحو مصر منطلقاً من دمشق ليجد فرصته بعدما تمت محاربته في بلده الأم ووجد غايته فعلاً عندما مدّ المسرح المصري يده اليه. وفي الطرب كانت مصر ملجأ لكل صاحب صوت جميل.
لماذا أمريكا؟
كان للسينما الأمريكية تأثيراً كبيراً على صناعة السينما بشكل عام منذ أوائل القرن العشرين وقد سيطرت على صناعة السينما العالمية وتعتبر هوليود أقدم مدن صناعة أفلام إذ انبثقت منها أقدم استديوهات الأفلام وشركات الانتاج بالاضافة لكونها منشأ أنواع مختلفة من السينما من بينها الكوميديا والدراما والاثارة والرومانسية والخيال العلمي وغيره. تعد استديوهات الانتاج السينمائي الكبرى في هوليود المصدر الأساسي لأكثر الافلام الناحجة تجارياً ومبيعاً للتذاكر في العالم بالاضافة لتحقيق عدد من افلام هوليود أعلى ربح ايرادات لشباك تذاكر خارج امريكا مقارنة بالافلام المنتجة في أي مكان آخر. لذلك أيضاً اتجهت أنظار اصحاب المواهب في اوروبا والعالم إلى اقصى الغرب نحو هوليود. لإذا من هم الفنانين من أصول غير مصرية اشتهروا في مصر سواء ولدوا فيها أو هاجروا اليها للشهرة، على سبيل المثال لا الحصر:
ابراهيم خان سوداني – سعاد حسني واسمهان وفريد الاطرش وفايزة احمد وشمس البارودي ورغدة وانور وجدي سوريين. عبد السلام النابلسي وعمر الشريف وبديعة مصابني وايمان وروز اليوسف لبنانيين. شيرين سيف النصر فلسطينية. نجيب الريحاني عراقي. سميرة سعيد مغربية. وردة جزائرية.
أما عن أشهر الفنانين الأمريكيين من أصول أجنبية: شون كونري وكاثرين زيتا جونز البريطانيين، رومان كوبولا وجون ترافولتا وروبرت دي نيرو من ايطاليا، سلمى حايك المكسيكية، جينيفر لوبيز اللاتينية، تشارلز ثيرون من جنوب افريقيا، نيكول كيدمان وهيو جاكمان الاستراليين.
حتى العرب كان لهم نصيب من الشهرة في هوليود، كعمر الشريف وغسان مسعود وجهاد عبدو وعمرو واكد وخالد النبوي واخرهم مالك رامي.

