جيلنا تربى في سوريا على روح القومية العربية سواء كان الأمر شعارات أو أحلام لم ولن تتحقق لكننا آمنا بالأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة وبقيت أحلامنا ذكريات وأمنياتنا مستحيلات.
كان الخطاب السياسي الذي يلقيه الرئيس الراحل حافظ الأسد وخاصة عندما يتحدث عن اسرائيل يحرك في الكثيرين وأنا منهم أحاسيس مختلفة من البطولة والآباء والاعتزاز، ونحن نبحث ولا نزال عن العز ونتابع حياتنا رافعي الرؤوس لأننا أبناء وطن ليس ككل الأوطان مع احترامنا للجميع.
منذ سنوات ظهر على الساحة رجل يمثل بلادي كسفير دائم لسوريا في الأمم المتحدة واقصد د. بشار الجعفري وصرنا ننتظر كلماته مع اشتعال أجيج الحرب في سوريا ونشعر أن للوطن صوت ومدافع جريء. ورغم أننا في بعض الأحيان لم نكن نسمع كلمات الطرف الآخر لكنه كان يعطي الكثيرين احساساً بالراحة والطمأنينة رغم أن الساحة تغلي والحرب دائرة وسوريا وشعبها متعبين حتى الثمالة. وفي الأونة الأخيرة غاب الدكتور الجعفري لأسباب عدة سياسية ثم الكورونا وآخرها تعيينه نائباً لوزير الخارجية السوري.
أخي القارىء موالياً كنت أو معارضاً. تتفق أو تختلف معه وفي توصيفه. تصدقه أو لا تصدقه. هذا رأيك وكل إنسان حر في رأيه الجدير بالاحترام. لكن ما اعرفه ومتأكد منه أنني شخصياً افتقده في هذا الزمن الذي تطاطىء فيه الرؤوس قهراً وظلماً وأحياناً جبناً وخذلاناً. زمن ضاعت منه القيم وحتى الشعارات وصار كل من يعلن الحق يلام ويطالب بالصمت حتى فقدنا الحواس والاحساس جميعنا مهما كان معتقدنا وقناعاتنا.
د. بشار الجعفري الغائب الحاضر لك منا سلاماً وكل الأمنيات الطيبة بالصحة وطول العمر أينما كنت وحللت لأجل خدمة الوطن الأغلى، ولا شيء يعلو على الوطن.