كثيرون يعشقون تناول القهوة الصباحية ساخنة. في الواقع، يمكن أن تسبب هذه العادة الكثير من الضرر، كما تبيّن في دراسة أجراها باحثون في كامبريدج حيث تبيّن أن تناول القهوة أو الشاي بسخونة شديدة يمكن أن يضاعف 3 مرات أكثر خطر الإصابة بسرطاني الحنجرة والمريء
قد لا تبدو فكرة تناول القهوة فاترة مغرية ومن الطبيعي أن يكون تناولها ساخنة ألذ لكثيرين، إنما قد يكون من الأفضل تغيير هذه العادة من اليوم فصاعداً استناداً إلى ما توصّل إليه باحثون في جامعة كامبريدج في بريطانيا. فالحرارة الزائدة للمشروبات التي يمكن تناولها تسبب نوعاً من الحرق الناتج من الحرارة في الحنجرة والمريء وشيئاً فشيئاً، يمكن أن يؤدي تضرر الخلايا إلى الإصابة بالسرطان.
كان الباحثون قد تناولوا الملفات الطبية لنصف مليون شخص في بريطانيا، وقد تبيّن أن من يتناولون القهوة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بالمقارنة مع من لا يتناولونها. هذا، وبعد متابعتهم وطرح الاسئلة عليهم حول عاداتهم في استهلاك القهوة، تبيّن أن تناول القهوة أو الشاي بسخونة شديدة يزيد بمعدل 3 أو 4 أضعاف خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والمريء. إلا أن الباحثين لم يجمعوا أي معلومات حول معدل الأكواب التي يتناولها الأشخاص بحيث لم يظهر في الدراسة مدى تأثير معدل الأكواب التي يتم تناولها على خطر الإصابة.
وكانت دراسة سابقة صدرت في عام 2019 نشرت في International Journal Of Cancer قد أشارت إلى أن تناول المشروب في غاية السخونة يزيد خطر الإصابة بسرطان المريء. وقد أظهر الباحثون أن الخطر يكون موجوداً ابتداءً من حرارة 60 درجة مئوية. وكان الباحثون عندها قد تابعوا خلال 10 سنوات أكثر من 50 ألف شخص بين سن 40 سنة و75. وخلال فترة الدراسة، تم تسجيل 317 حالة سرطان مريء. كما تبيّن للباحثين أن من يتناولون الشاي في غاية السخونة بحرارة تتخطى 60 درجة مئوية ويستهلكون أكثر من كوبين منه يومياً كانوا أكثر عرضة بنسبة 90 في المئة للإصابة بسرطان المريء بالمقارنة مع من يتناولونه بحرارة أدنى. وهذا ما كانت قد حذرت منه أيضاً منظمة الصحة العالمية في عام 2016. لذلك، من الأفضل الانتظار حتى تبرد المشروبات قبل تناولها تجنباً لهذا الخطر.