توصلت دراسة أجراها علماء جامعة هارفارد على مدى 85 عاماً لتنمية وتطوير البالغين، إلى أن الشعور الحقيقي بالسعادة لا يتحقق بالثروة أو الإنجازات ولا المتع، إنما يكمن السر في العلاقات التي يقوم الشخص ببنائها مع أسرته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه وزملائه في العمل، وفق موقع “Inc”.
وعند طرح سؤال ما الذي يجعل المرء سعيداً، فإنه يمكن أن تكون هناك لأول وهلة مجموعة واسعة من الإجابات التي تتراوح بين إتمام عملية بيع أو استثمار كبيرة، أو الوصول إلى قمة جبلية بعد نزهة شاقة، أو تناول مخروط الآيس كريم المثالي في يوم صيفي حار.
لكن بحسب الطبيب النفسي بوب والدينغر، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإن هناك 4 خطوات بسيطة يمكن أن تحقق الشعور بالسعادة خلال 10 دقائق أو أقل.
مكالمة هاتفية
يسود اعتقاد لدى الكثيرين بأنه يوماً ما سيكون هناك فائض من الوقت لإجراء محادثات ومكالمات للتواصل مع الأصدقاء القدامى، لكن يمكن أن تكون هناك احتمالات بأن “يوماً ما” ربما يستمر تأجيله.
وينصح الباحثون بأن يتم تخصيص الوقت الآن أو المخاطرة بالوقوع في فخ نسيان الصداقات. كما يوصون بتحديد مدة ثماني دقائق بشكل مسبق، لأن معظم المحادثات ربما تستغرق وقتاً طويلاً، غالباً أطول مما يفضله أي من الطرفين. ويوضحون أن سماع صوت شخص ما يعتبر وسيلة أقوى للتواصل من المراسلة النصية معه أو الدردشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
محادثة أصدقاء جدد
أظهرت الأبحاث أن بدء محادثة مع شخص غريب يزيد من الشعور بالسعادة، حتى عندما لا يتوقع المرء حدوث ذلك.
تكوين صداقات في العمل
يعتبر أصدقاء العمل مهمين للغاية، لا سيما في ظل الضغط العالي والساعات الطويلة التي يمضيها المرء في محل العمل. ويقول الخبراء إن المرء لا يدرك دائماً قيمة هذه العلاقات، لذا ينبغي أن يكون اختيار زميل العمل، الذي يرغب المرء في التعرف عليه بشكل أفضل.
كما يمكن بدء الحديث عن أمور من المتوقع أن تكون ذات اهتمام مشترك، أو بالسؤال عن نتائج أي حدث أو خطوة تحدث عنها الزميل علناً، ربما أنه على وشك القيام بعرض تقديمي مهم أو سيحضر حفل زفاف أحد أفراد العائلة، أو يمكن دعوته للمشي في وقت الراحة أو تناول قدح من القهوة.
وإذا لم ينجح الأمر مع زميل بعينه، فلا ينبغي الإسهاب في المحاولة وأن يتم اختيار زميل آخر وتكرار المحاولة.
توجيه رسالة شكر لشخص ما
تظهر الأبحاث أن هذه الإيماءة البسيطة تخلق سعادة فورية تعود بالفائدة على كل من الشخص الذي يقوم بالشكر والشخص الذي يتلقى الشكر.
لذلك، على الرغم من أنها ليست أسهل هذه الخطوات، فربما تكون الأكثر أهمية. إذ يمكن استثمار بضع دقائق لكتابة ملاحظة إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة أو أحد الزملاء أو حتى شخص قدم مساعدة في الحياة المهنية. كما يمكن أن يكون شخصاً يراه المرء طوال الوقت، أو شخصاً لم يتحدث معه منذ سنوات. ويمكن القيام بهذه الخطوة في أقل من 10 دقائق وتحقق نتائج رائعة لكل من يرسل أو يتلقى رسالة الشكر والامتنان أو العرفان بالجميل. كذلك يسعد الأشخاص دائماً بتلقي رسالة شكر، حتى لو كانت من شخص لم يفكروا فيه منذ وقت طويل.