د. طارق رزق
المطلوب عناية تمريضية منزلية، والتي تخفض نسبة الاستشفاء ومعدل الوفيات
١▪︎ كل انسان يشعر بتوعك وحرارة وتعرق ووهن عام وآلام معممة، مع أو بدون أعراض مرافقة أخرى تنفسية أو هضمية يجب أن يشك بأنه قد انتقلت إليه العدوى، كونه المرض الحمّوي الوحيد المنتشر حاليا بشكل واسع.
٢▪︎ ولا داعي لتأكيد التشخيص مخبريا إلا لذوي المخاطر العالية (ضعيفي المناعة) فالتشخيص عادة يكون بالاشتباه، وبالأعراض والعلامات والقصة ولا يتطلب مغادرة المنزل أو مراجعة طبيب، ولا يجب طلب الإسعاف إلا في حال حصول ضيق نفس متوسط أو شديد، أو هبوط الضغط الشديد، أو في حال توقف البول أو تغير لونه للغامق رغم شرب السوائل، أو حصول وذمات في القدمين عند الكاحل أو تسرع القلب الشديد.
٣▪ ︎يوضع المريض في غرفة لوحده بدرجة حرارة بين ٢٣- ٢٥، ويغير هواء الغرفة كل ساعة، يرتاح في السرير، ولكن يواظب على الحركة والمشي كل فترة لتنشيط الدورة الدموية وتنشيط التنفس، وتفيد محاولة السعال والتقشع في منع الاختلاطات الرئوية.. لا مانع من تفقده من قبل ذويه بشرط أن يكونوا بصحة جيدة ولا يشكون من أمراض أو كبار في السن، وذلك كل نصف ساعة ولمدة دقائق، بشرط الحرص على عدم لمس مفرزاته وغسل كل حاجياته جيداً بالماء الساخن والصابون، العناية بنظافة المريض ضرورية، والحمام ممكن لكن بسرعة، وبشرط عدم التعرض للهواء البارد بعده لساعتين وكل الفضلات التي تنتج عنه وما يستعمله يجب الحرص منها وتعقيمها بالحرارة، وتجنب استعمال أدواته قبل تعقيمها.. تجنب التعرض المباشر لتنفس المريض وسعاله، (يفضل أن يرتدي المريض الكمامة عند اقتراب ذويه منه) هذا لا يمنع انتقال العدوى لكنها تكون طفيفة وعارضة غالباً، والكمامة للزوار والممرض لا تمنع عنه استنشاق الفيروس المنتشر في الهواء ولا يجوز اعتبارها كافية (وهذا سبب إصابة نسبة كبيرة من الكادر الطبي رغم كل الاحتياطات).
٤▪ ︎مهم جداً عدد الفيروسات التي تدخل الجسم لأول مرة، فهي إن كانت بأعداد قليلة فإن سرعة تكاثرها تكون أبطأ من سرعة تطور مناعة الجسم فيتغلب عليها ويمتلك مناعة قبل أن يستفحل المرض.
٥▪ ︎تطمين المريض وتشجيعه ورفع معنوياته ضروري جداً، فمقاومته تعتمد ٥٠٪ على حالته النفسية وتشجيعه على الحركة والتنقل في الغرفة والجلوس على الكرسي ومحاولة التقشع دوماً، والحرص على ملاحظة علاماته الحيوية الأساسية وتدوينها على جدول زمني خاص مع وقت إجرائها وهي: عدد ضربات القلب / دقيقة، عدد مرات التنفس، درجة الحرارة بميزان فموي، ضغط الدم ولون الشفاه واللسان (حمرة الدم) التي تدل على الأكسجة وحالة الوعي والتبول والتبرز.
٦▪ ︎التغذية: السوائل ٦ ليتر يوميا: ماء وعصائر طبيعية طازجة أهمها البرتقال والليمون والجزر، مشروبات حارة مثل الزعتر والنعنع والزنجبيل والأفضل تحليتها بالعسل أو بالسكر الطبيعي وتناول التمور ودبس العنب.. سوائل أخرى مملحة مثل مغلي الكمون والقرنفل والليمون والزنجبيل، العدس، الفول، الرز المسلوق، لبن عيران، الحليب والكعك ومرق اللحم المسلوق يفضل الدجاج، تجنب تناول المأكولات صعبة الهضم إذا كانت هناك اضطرابات مَعديّة ونقص شهية وهذا شائع ولا بد من بعض الخضار المسلوقة لتحريك الأمعاء وتنشيط البراز.
٧▪︎ الحفاظ على الضغط بحالة جيدة لأنه ضروري للدوران والتروية والإطراح والأكسجة (شائع هبوط الضغط) فبقاء الضغط الانقباضي حتى ١٤٠ والانبساطي حتى ٩٠ جيد، ولا يتطلب علاج، وهبوط الإنقباضي تحت ١٠٠ يتطلب زيادة الملح والمنشطات كالقهوة والشاي والحركة.
٨▪︎ تخفيض درجة الحرارة يجب أن يكون بأقل جرعة، حرارة دون ٣٩ لن تكون مضرة بل تزيد قدرة الجسم على المقاومة، فهي من أدوات الدفاع، فقط الباراسيتامول يمكن استعماله عند ارتفاع الحرارة الشديد أو لتسكين الألم، ويجب تجنب خافضات الحرارة الأخرى كالبروفين والفولتارين والنابروكسين والأسبيرين، فهي تؤثر سلباً على تهوية المريض، وبعض الكمادات أفضل لتخفيض الحرارة من استعمال الأدوية..
٩▪︎ الإنذار: خطورة الحالة يمكن تقديرها من سن المريض ووضعه الصحي، ومن شدة الأعراض وقصر مدة الحضانة وطول مدة المرض، ارتفاع حرارة مفاجىء وشديد، قشعريرة، آلام عامة قوية، وهن شديد، شعور بضيق النفس وآلام معدية ورفض الطعام … هذه مؤشرات قوة الإصابة.
مرور ٣ أيام متتالية من دون ارتفاع حرارة ومن دون أعراض غير التعب والوهن، هو دليل على الشفاء.. عادة إذا أصيب مريض في البيت لأسرة مكونة من ٥ أشخاص، فهناك احتمال إصابة شخص آخر من ذويه بأعراض متوسطة، وأن يشعر ال ٣ الباقون بأعراض خفيفة أو لا يشعرون بشيء، من شبه المستحيل تجنب انتشار الفيروس في المنزل، لذلك فهم سيتعرضون ويشكلون مناعة، باحتمال يفوق ٩٠٪ حتى لو لم يشتكوا من أعراض.
▪︎كل مريض يصاب يكوّن مناعة لمدة طويلة نسبيا (سنوات)، وهذا ثابت علميا ولولاه لما بحثوا عن لقاح، لذلك فالناقهين يستطيعون التطوع لخدمة المرضى من دون خوف، وليكن ذلك تعبيرا عن شكرهم لله الذي شفاهم، وفي حال وجدت حملة تبرع بالدم يمكنهم التبرع بالدم لاستعمال البلازما التي تحمل الأضداد التي شكلوها لاسعاف مرضى وضعهم حرج، فقد ثبتت فعالية نقل بلازما المتعافين للمرضى الخطرين… ودمتم سالمين