من المهم أن تأكل الحامل ما يكفي لمنح طفلها العناصر الغذائية الحيوية التي يحتاجها لينمو، وبينما يشجع معظم الأطباء النساء على اكتساب القليل من الوزن أثناء الحمل، فما الذي يجب فعله إذا كنّ يعانين من السمنة؟
في الماضي، لم يرغب الأطباء في الترويج لفقدان الوزن أثناء الحمل للنساء المصابات بالسمنة خوفا على الجنين، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن النساء المصابات بالسمنة يمكنهن ممارسة الرياضة بأمان واتباع نظام غذائي لفقدان الوزن من دون أي تأثير سلبي على رفاهية أطفالهن.
هل من الآمن إنقاص الوزن أثناء الحمل؟
وجدت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أن النساء المصابات بالسمنة واللاتي التزمن بنصائح حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية أثناء الحمل، كانت لديهن نتائج أفضل على مستوى الأم والطفل، إذ وجدت الدراسة أن التغييرات الغذائية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج بنسبة 33%، وانخفاض خطر الإصابة بسكري الحمل بنسبة 61%، كما قلل الأكل الصحي أيضا خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والولادة المبكرة.
هل السمنة تسبب الإجهاض؟
وفقا لموقع “مايو كلينك” (mayoclinic)، فإن زيادة الوزن أو السمنة لا تسبب الإجهاض، إلا أن زيادة مقاومة الإنسولين وتغيير الإندروجين والإستروجين يعدان رابطا فسيولوجيا رئيسيا يتعلق بمؤشر كتلة الجسم غير الطبيعي والإجهاض، كما يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم الناتج عن متلازمة تكيس المبايض بالإجهاض.
ويشير الأطباء إلى أن نسب الإجهاض لدى النساء ذوات الوزن الزائد أعلى 29% من النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، كما تزيد السمنة مخاطر الحمل بنسبة 73%.
متى أعدّ مصابة بالسمنة؟
يتم تشخيص السمنة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديك 30 أو أعلى، ولتحديد مؤشر كتلة جسمك، اقسمي وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر المربع؛ فمثلا إذا كان طولك 170 سنتيمترا ووزنك 75 كيلوغراما، فيتم تحويل 170 سنتيمتر إلى وحدة المتر فيصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه فتكون النتيجة في هذه الحالة 25.95.
ما المخاطر على الحامل التي تعاني من السمنة؟
وفقا لموقع “فيري ويل فاميلي” (verywellfamily)، فإنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زادت مخاطر الإجهاض والإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، وجلطات الدم، واحتمالية نزيف أكثر غزارة من المعتاد بعد الولادة.
وقد تزيد السمنة أيضا خطر حدوث مشكلات لطفلك مثل الولادة المبكرة، وزيادة الوزن وزيادة دهون الجسم عند الولادة، أو ولادة جنين ميت، وزيادة خطر الإصابة بحالة مزمنة مثل أمراض القلب أو مرض السكري في وقت لاحق من الحياة.
كيف يمكن إنقاص الوزن بأمان أثناء الحمل؟
إذا قررت الحامل إنقاص الوزن يجب أن تفعل ذلك باعتدال، لأنه ليس الوقت المناسب لتجربة نظام غذائي صارم أو برنامج تمارين مكثف، كما يفضل التحدث مع الطبيب قبل بدء برنامج التمارين أثناء الحمل، أو يمكنه إحالة الحامل إلى اختصاصي تغذية بشأن الأكل الصحي والتمارين الرياضية المناسبة مع فترة الحمل.
تعاملي مع حملك على أنه فرصة
يمكن أن يكون الحمل وقتا رائعا لبدء برنامج تمارين وتغيير نظامك الغذائي، إذ تزداد احتمالية زيارة الحوامل لطبيبهن بشكل منتظم، وتتاح لهن فرصة طرح الكثير من الأسئلة، كما أن الحصول على طفل جديد يكون سببا للرغبة في التغيير والحصول على حياة أفضل.
لبدء ببطء
يجب أن تبدأي أي تمرين جديد ببطء، على أن يزداد تدريجيا بمرور الوقت، ومارسي الرياضة لمدة 5 أو 10 دقائق فقط كل يوم، ثم أضيفي 5 دقائق أخرى في الأسبوع التالي.
الهدف الرئيسي هو البقاء نشطة لمدة 30 إلى 45 دقيقة تقريبا كل يوم، كما أن المشي والسباحة خياران ممتازان للأشخاص الجدد في ممارسة الرياضة.
تجنبي السعرات الحرارية غير المفيدة
وفقا لموقع “هيلث لاين” (healthline) فإنه يجب عليك أثناء الحمل التوقف عن الوجبات السريعة، والطعام المقلي، والمشروبات الغازية، والمعجنات والحلويات.
فقد وجدت إحدى الدراسات أن التغييرات في النظام الغذائي كانت أكثر فعالية من ممارسة الرياضة وحدها في مساعدة النساء على تقليل زيادة الوزن وتحسين النتائج بالنسبة لأطفالهن.
عدم الإفراط في التدريبات
لن يؤذي النشاط البدني معتدل الشدة طفلك، لكن التمارين الشاقة يمكن أن تكون خطيرة أثناء الحمل. ومن القواعد السهلة لمعرفة درجة صعوبة التمارين التي تقومين بها قدرتك على إجراء محادثة بشكل مريح أثناء ممارسة الرياضة، إذا كنت تتنفسين بصعوبة شديدة لدرجة لا تسمح لك بالتحدث، فمن المحتمل أنك تمارسين التمارين الرياضية بجهد كبير.
استمعي إلى جسدك، وإذا كان هناك شيء يؤلمك توقفي عن التمرين وخذي قسطا من الراحة. مع ضرورة تجنب أي نوع من الرياضات أو الأنشطة التي يمكن أن تفقدك توازنك وتجعلك تسقطين.
الابتعاد عن بدع الحميات
حملك ليس الوقت المناسب لتجربة حمية جديدة أو بدعة ما لإنقاص الوزن، تكون هذه الحميات غالبا شديدة التقييد للسعرات الحرارية، وبالتالي لن تستطيعي تزويد طفلك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة.
ويمكن أن تكون هذه البدع في النظام الغذائي خطيرة للغاية على طفلك إذا تسببت في إنقاص الوزن بسرعة كبيرة جدا، أو إذا كانت تسمح لك فقط بتناول مجموعة صغيرة جدا من الأطعمة.
يحتاج طفلك إلى الكثير من الفيتامينات المختلفة، ولا يمكنه الحصول عليها من خلال نظام غذائي مقيد، ومن الأفضل النظر إليه على أنه تغيير في نمط الحياة تأتي نتائجه على المدى البعيد وليس نظاما غذائيا صارما.
تناول مكملات ما قبل الولادة
بينما يحتوي النظام الغذائي الصحي والمتوازن على معظم الفيتامينات والمعادن الضرورية لك ولطفلك، فإن تناول مكملات ما قبل الولادة يمكن أن يساعد في سد أي فجوات. قد تساعدك مكملات ما قبل الولادة أيضا على درء الرغبة الشديدة في تناول الطعام والإفراط في تناوله لأن جسمك لن يشعر بالحرمان.
لا تلومي نفسك
إذا كنت تعانين من زيادة الوزن وتعرضت للإجهاض، قاومي فكرة إلقاء اللوم على نفسك، فالإجهاض يمكن أن يحدث لأي امرأة، وقد لا تكون زيادة الوزن السبب الوحيد الذي يجعلك تواجهين مشكلة في الحمل.