فاز الروائي والصحافي الكندي من أصل مصري عمر العقاد بجائزة سكوتيابنك جيلر، أكبر جائزة كندية في الرواية وتبلغ قيمتها 100 ألف دولار كندي هذا العام.
وحصل العقاد على الجائزة عن رواية “يا لها من جنة غريبة” أثناء حفل في تورونتو بثه التلفزيون مساء الإثنين.
وتدور أحداث الرواية التي نشرتها دارنشر “ماكليلاند آند ستيوارت” حول طفلين أثناء أزمة اللاجئين العالمية، وما يخلفه ذلك لدى طالبي اللجوء هربا من الموت من خيبة بأن الجنة التي حلموا بالفرار إليها ليست كذلك في واقع الأمر.
وقد لفتت ظاهرة اللجوء في الرواية العربية اهتمام العديد من النقاد والباحثين، نظرا إلى غزارة النتاج الروائي الذي تناولها في السنوات الأخيرة إثر استفحالها بسبب ويلات الحروب والكوارث وحالات القمع والاضطهاد في بعض الدول العربية.
وقد جرى تمييز سرديات اللجوء عن سرديات الهجرة وسرديات المنفى أو الاغتراب أو الشتات، على الرغم من اشتراك هذه السرديات في ثيمة عامة هي أزمة شخصية العربي قبل مغادرته بلاده أو بعدها قسرا أو طوعا، ومعاناته من القهر والانكسار والتمزق والنوستالجيا.
وتفهم هذه الظاهرة التي تتناولها الرواية من زوايا جديدة على أنها انعكاسات للمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي تخلف تأثيرا بالغا في النصوص الأدبية المعاصرة. فمع ارتفاع وسائل التحرر وانفتاح الأقلام العربية على هامش أوسع من الحرية ومساحة أكبر من التجريب، انطلق الكثير من الأدباء في تماس جريء مع الواقع. ولا أدل على ذلك من انعكاس ظواهر العنف والتهجير والنفي والتعصب على الروايات التي تكتب اليوم على غرار الرواية المتوجة “يا لها من جنة غريبة”.
وقالت لجنة التحكيم إن الرواية “تثير تساؤلات حول اللامبالاة والعجز، وفي نهاية المطاف تقدم أدلة على كيفية التواصل بشكل متعاطف في عالم منقسم”.
وانتقل العقاد (39 عاما) إلى كندا عندما كان عمره 16 عاما، والتحق بالمدرسة الثانوية في مونتريال قبل أن يلتحق بجامعة كوينز في كينجستون بمقاطعة أونتاريو. وعاش في تورونتو مدة عقد تقريبا. وتمنح الجائزة لمؤلف أفضل رواية أو مجموعة قصص قصيرة كندية تنشر بالإنجليزية.